Wednesday, July 13, 2011

ماساة الغزو العربى


مقدمة
 انا  لا اقصد من هذا البحث اهانة احدا او استفزاز احدا الاراء التى تضمنها هذا البحث هى ارائى الشخصية من خلال قراءة ورؤية الاحداث من خلال الكتب التاريخية التى  واهمها كتابات الفريد بتلر ومسز تاتشر وتاريخ يوحنا النقيوسى  ويعتبر هذا الاخير احد شهود العيان على مأساة الغزو العربى لمصر حتى انه قال حرفيا عن العرب جملته الشهيرة التى اقتبسها منه بتلر وهى ان الله اخرج العرب لخراب الارض
اردت ان اقدم الحقيقة كاملة مجردة فى رؤية بسيطة  لاهم احداث الغزو العربى على امل  ووعد انى ساعود للبحث من جديد فى  تاريخ القرن السابع  والثامن والتاسع الميلادى
نظرا لان هذة القرون الثلاثة هى التى غيرت وجه التاريخ فى مصر الى الابد ومسخت شخصيتها المصرية الخالصة  الى شئ شبيه بالمسخ الحضارى  من سئ الى اسوأ قتلت ونهبت حضارتها الفرعونية واتمسخت شخصيتها الوطنية بكارثة  مسحت هويتها المصرية ولم يبقى فيها غير الاقباط معبرين عن شئ اسمه الحضارة الفرعونية التى علمت العالم كله
ساقدم فى خلال الشهور التالية رؤية لما حدث لاصحح لاؤلئك الذين زيفوا  حتى  وقائع التاريخ ليقدموا للعالم والدنيا ولشعوبهم  نظرة كاذبة خادعة اشبه بمخدر يمسخ حتى  قدرتهم على التفكير فقد وضعوا للتفكير والابداع حدودا  من يتخطاها يموت
 ارجوا ان ينال هذا العمل المتواضع  اعجابكم 
 البحث كاملا بصيغة pdf  هنا 

Monday, July 11, 2011

خرافة اسمها العصر الذهبى للاسلام


 اخلاقيات العصر الذهبى للاسلام
لزنى

. وقد جاء الإسلام مبالغاً في تحريم  للمرأة. يقول القرآن: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ...) (النور 31). وكذلك: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) (النساء 15). كأنما النساء يفعلن الفاحشة بدون مشاركة الرجال.
ورغم هذ التشديد على الفاحشة، هل كان صدر الإسلام يخلو من الزنى؟ الزنى في المدينة كان مجال الترفيه الوحيد فيها، وكان هذا سبب نزول آية الملاعنة. فقد أكثر الرجال الشكوى إلى محمد من أنهم وجدوا رجالاً آخرين على بطون زوجاتهم، مثل هلال بن أمية الذي اتهم زوجته بالزنى مع شريك بن السحماء، وكذلك عويمر العجلاني اتهم زوجته مع شريك. وقال سعد بن معاذ الذي أهتز له عرش الرحمن يوم مات، والله إن وجدت مع امرأتي رجلاً لأضربنه بالسيف (تفسير القرطبي للآية 4 من سورة النور). وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش، أخت زينب بنت جحش، كانا أول من رمى عائشة بالزنى مع صفوان بن المعطل، وصدقهما محمد ولم يكلم عائشة لأكثر من شهر. ولذلك جاء محمد بعدة آيات في سورة النور، وهي آخر سورة أتت في المدينة، حاول فيها إيجاد حل لهذه المشكلة العويصة. أول آية كانت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأؤلئك هم الفاسقون ) (النور 4). ورغم التهديد بجلد الرجال الذين يتهمون النساء بالزنى، لم تختفِ ادعاءات الرجال ضد زوجاتهم، فجاء محمد بالآيات التالية: (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أنّ لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين. ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين. والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين) (النور 6-9). وكالمتوقع، فإن هذه الآيات لم تفعل شيئاً بالنسبة لمنع الزنى لأن الآيات تقف على أرضية مائعة جداً. كل المطلوب من الزوج أن يحلف خمسة مرات أنه صادق وتحل لعنة الله عليه إن كان كاذباً. وتفعل المرأة نفس الشيء. وأكيد أن أحدهما كاذب، ولا عقاب لأي منهما غير لعنة الله التي هدد بها كثيراً من قبل بالنسبة للكاذبين، والمنافقين، والمتخلفين عن القتال. ولذلك حلفوا جميعاً ولم يستطع محمد أن يفعل أكثر من أن يفرّق بين الأزواج، والزوج أصلاً بإمكانه أن يطلق المرأة دون اللجو إلى الحلف خمسة مرات. فالآية أصبحت إضافة لا أثر لها في الحياة العملية.
واستمر الزنى في صدر الإسلام، رغم جلد الشهود لتثبيطهم عن الشهادة، كما فعل عمر بن الخطاب في أمر المغيرو بن شعبه، عندما رآه ثلاثة رجال يزني بأم جميل، وراءوا المرود في المكحلة، غير أن أخاهم الرابع قال إنه رآهما عريانين، وراءه يتحرك على أم جميل التي كانت ترفع رجليها فوقه، وسمع أصواتاً، غير إنه لم يرَ المرود في المكحلة، فجلد عمر الشهود الثلاثة وأبرأ ذمة المغيرة (تاريخ الإسلام للذهبي، ج2، ص 229. وكذلك تاريخ الطبري، ج2، ص 493).
(وروي عن عمر أنه كان يوما يتغدى إذ جاءه رجل يعدو وفي يده سيف ملطخ بالدم ووراءه قوم يعدون خلفه فجاء حتى جلس مع عمر فجاء الآخرون فقالوا يا أمير المؤمنين إن هذا قتل صاحبنا، فقال له عمر ما يقولون؟ فقال يا أمير المؤمنين إني ضربت فخذي امرأتي بالسيف، فإن كان بينهما أحد فقد قتلته. فأخذ عمر سيفه فهزه ثم دفعه إليه وقال: إن عادوا فعد) (المغني لابن قدامة، ج8، مسألة فيه القود إذا اجتمع عليه الأولياء).
جيء إلى عمر بامرأة حامل ليقيم عليها الحد بعد أن اعترفت أمامه بالفجور، فأمر بها أن تُرجم، فجاء عليّ وأخرجها من الحفرة، وسأل عمر إن كان قد انتهرها، فأجاب بالإيجاب، فقال عليّ: سمعت رسول الله يقول لا حد على معترف بعد بلاء. فأخلى عمر سبيلاها. (صحيفة الراية القطرية، تاريخ 30/11/2003)، قسم الفتاوى). وجيء إلى الخليفة علي بامرأة مع رجل قد فجر بها، فقالت المرأة: لقد استكرهني، فأسقط عليّ عنها الحد (نفس المصدر). والأمثلة أكثر من أن أذكرها في هذه العجالة.
والأسوأ من زني الزوجات أن وطء الصبيان الصغار والبنات، كان معروفاً لدى المسلمين الأوائل. يقول القرطبي في شرحة للآية الرابعة من سورة النور (قال إسحق إذا قذف الرجل غلاماً يُطأ مثله فعليه الحد، والجارية إذا جاوزت التاسعة مثل ذلك. وقال ابن المنذر: لا يُحد من قذف من لم يبلغ. وفي حديث عليّ بن أبي طالب، أن امرأة جاءته وقالت إن زوجها يأتي جاريتها، فقال لها: إن كنتِ صادقة رجمناه، وإن كنتِ كاذبة جلدناك. فقالت: ردوني إلى أهلي). فهذا الشرح يبين أن المسلمين الأوائل كانوا يرتكبون الفاحشة مع الصبيان الذين لم يبلغوا العاشرة، وكذلك مع البنات الصغيرات، وإلا لما ذكر هذا الشيء فقهاء الإسلام.
وحديث عليّ يثبت أن الزنى كان متفشياً لكن إثباته كان من المستحيلات لعدم توفر أربعة شهداء، ولخوف المشتكي من الجلد، كما حدث للمرأة التي قالت: ردوني إلى أهلي. فالزنى كان منتشراً ولكن التبليغ عنه كان يُحد منه الجلد.
كل هذا الزنى كان يحدث رغم تزايد عدد السبايا في المدينة وغيرها، ويقال إن المغيرة بن شعبة طاف على تسعة من جواريه في ليلة واحدة، وتزوج بسبعين امرأة وطلقهن (تاريخ الإسلام للذهبي، ج2، ص 208). فماذا تفعل السبعون امرأة اللاتي طلقهن المغيرة غير الزنى؟ كيف يشبعن رغباتهن الجنسية بعد أن طلقهن هذا الفحل المغوار؟
ويبدو أن محمداً لم يكن يعتبر الزنى متعارضاً مع تعاليم دينه الجديد، ففي حديث عن أبي ذر، أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة، يقول أبو ذر إن محمداً قال: (ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلتُ: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر.)
وفي مرةٍ أتى رجلٌ اسمه ماعز إلى محمد، وقال (إنه أصاب حرةً حراما، وقالها أربع مرات ،كل ذلك يعرض عنه النبي، فأقبل في الخامسة، فقال له النبي "أنكتها"؟ قال نعم. قال حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟ قال نعم. قال هل تدري ما الزنى؟ قال نعم. أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا. قال فما تريد بهذا القول؟ قال اريد أن تطهرني. قال فأمر به فرجم) (المصنف، لعبد الرزلق الصنعاني، ج7، باب هل على المملوكين نفي أو رجم، حديث 13314). هذا الرجل اعترف أربع مرات أنه زنى بامرأة حرة، مسلمة، وتغافل عنه محمد. ولما كررها في الخامسة، استعمل محمد كلمة سوقية حتى يعطي الرجل فرصة لأن يغيّر رأيه وينجو من العقاب. وبعد تأكيد الرجل أنه زنى، سأله محمد: وماذا تريد بهذا الحديث؟ فواضح أن الزنى كان متفشياً عندهم وأن محمد كان يغض الطرف عنه، حتى في حالة الاعتراف، ناهيك عن الذين يفعلون الفاحشة ويستترون، رغم قول القرآن (والزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدة).
فمسلمو صدر الإسلام لم يختلفوا عن مسلمي اليوم في ارتكاب الزنى والتستر عليه، اتباعاً للحكمة الإسلامية "إذا بُليتم فاستتروا". تعاليم الإسلام جعلت من المسلمين نعاما يعرف أن الفواحش ترتكب على نطاق واسع، ولكن يدفن رأسه في الرمال طلباً للستر. وما نراه في دول الخليج من الاتجار بالنساء في سوق الدعارة، ما هو إلا امتدادٌ للعصر الذهبي في صدر الإسلام.
الصدقة: عندما استقر الإسلام في المدينة وكثرت الفتوحات والأموال على المسلمين، فرض محمد عليهم الصدقة، أي الزكاة. ومن ضمن الصدقة المفروضة كانت صدقة التمر. فكان المسلمون يخرجون التمر الصيص الذي لا يصلح للبيع ويعلقونه على الحبال بين الاسطوانتين في المسجد ليأكل منه الفقراء. فأتاهم محمد بآية تقول (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تُغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد) (البقرة 267) (تفسير ابن كثير للآية، وكذلك أسباب النزول للواقدي). وكانوا كذلك يشترون الطعام الرخيص ليتصدقوا به (عن ابن عباس قال: كان اصحاب رسول الله – ص- يشترون الطعام الرخيص ويتصدقون فانزل الله: " يأيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم) (المقبول لابن عمر الأزهري، ص 147، نقلاً عن خليل عبد الكريم، النص المؤسس). فواضح أن المسلمين الأوائل الذين عاصروا محمداً لم يكونوا مقتنعين بالإسلام عن فهم وطيب خاطر، ولكن فُرض عليهم بالسيف، ولذلك كانوا يتحايلون على الأحكام بشتى الوسائل.
كان المسلمون الأوائل يتزاحمون على بيوت محمد ليحدثهم عن الدين الجديد، وفي نفس الوقت ليأكلوا ما يقدمه لهم من طعام بفضل غزواته الكثيرة التي وفرت له الخمس من كل الغنائم، وعندما كثرت أعدادهم واحتاج محمد إلى زيادة في المال لإطعامهم، أتاهم بآية تقول (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) (المجادلة،11). وبمجرد أن نزلت الآية خلت مجالس محمد من المستمعين لرفضهم تقديم الصدقة، فاضطر محمد للإتيان بآية أخرى تنسخ هذه الآية: (أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) ( المجادلة،13 ). فألغى محمد الصدقة التي طلب منهم تقديمها له، فازدحمت مجالسه مرة أخرى. فالمسلمون الأوائل والصحابة لم يعيشوا في عصرٍ ذهبي، وكانوا أكثر تشككاً في الإسلام من المسلمين اللاحقين، لكن لكونهم أعراباً أشد نفاقاً من غيرهم، تظاهروا بقبول الإسلام. وأول شيء فعلوه عندما مات محمد هو ارتدادهم عن الإسلام زرافاتٍ ووحدانا، حتى أخضعهم أبو بكر بعد حروب الردة التي شملت أغلب القبائل العربية واستمرت لأكثر من عامٍ كامل. والذي ردهم إلى الإسلام بسيفه كان خالد بن الوليد الذي لم يسلم إلا قبل سنتين من موت محمد.
نفس هؤلاء المسلمين الأوائل الذين عاشوا في العصر الذهبي، كانوا يتحايلون على الزكاة بأن يشتري أحدهم بقراً أو أغناماً ويبيعها بعد عدة أشهر ولكن قبل أن يحول عليها الحول ويشتري بثمنها خرافاً يحتفظ بها تسة أو عشر أشهر ثم يبيعها ويشتري الإبل مرة أخرى، وبهذه الطريقة يتفادى دفع الزكاة. يقول الإمام مالك في المدونة (قال ابن القاسم: قلت لمالك فالغنم تباع بالابل أو البقر والبقر تباع بالغنم (قال) ليس في شئ من هذه زكاة حتى يحول عليها الحول من يوم اشترى الابل والبقر والغنم التى صارت في يديه وانما شراؤه الابل بالغنم وان مضى للغنم عنده ستة أشهر بمنزلة مالو كان عنده ذهب أو ورق فأقامت عنده ستة أشهر ثم اشترى بها ابلا أو بقرا أو غنما فانه يستقبل بالماشية من يوم اشتراها حولا ولا ينظر في هذا إلى اليوم الذى أفاد فيه الدنانير والدراهم وانما ينظر في هذا إلى يوم اشترى الماشية بالدنانير والدراهم فيحسب من ذلك اليوم حولا ثم يزكى) (المدونة، ص 320).
يقول حجة الإسلام الغزالي في مهمة الفقهاء: (وأما الزكاة فالفقيه ينظر إلى ما يقطع به مطالبة السلطان حتى أنه إذا امتنع عن أدائها فأخذها السلطان قهرا حكم بأنه برئت ذمته، وحكى أن أبا يوسف القاضي كان يهب ماله لزوجته آخر الحول ويستوهب مالها {أي تهبه له قبل أن يتم عندها الحول}، إسقاطا للزكاة ،فحُكي ذلك لأبي حنيفة رحمه الله فقال: ذلك من فقهه، وصَدَقَ، فإن ذلك من فقه الدنيا ولكن مضرته في الآخرة أعظم) (إحياء علوم الدين، ربع العبادات، ج1، ص 11). والحيل الشرعية التي أتى بها الفقهاء للتحايل على أحكام القرآن عديدة ولا يمكن ذكرها كلها في مقال بهذا الحجم. وكل هذه الحيل كانت تُمارس في العصر الذهبي للإسلام أيام الإمام مالك وبقية الأئمة الكبار.
التعذيب: أصبحت الدول الإسلامية الآن أشهر دول العالم في تعذيب المعارضين السياسيين واختفائهم قسرياً، لدرجة أن أمريكا أرسلت بعض المعتقلين في في سجن عوانتانيمو بكوبا إلى الأردن والمغرب ومصر وغيرها لاستخلاص الاعترافات منهم تحت التعذيب. فمن أين أتى الحكام العرب بهذه السادية، وهل خلا عصر الإسلام الذهبي من هذه الممارسات؟
التعذيب في الإسلام بدأ بغزوات الرسول، خاصة غزوة خيبر: ( أتى النبي بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق – وكان عنده كنز بني النضير- فسأله فجحد أن يكون له علم بالكنز، فأتى النبي برجل من يهود، فقال الرجل للنبي: إني قد رايت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة. فقال النبي لكنانة: أرايت إن وجدناه عندك، آقتلك؟ قال: نعم. فأمر النبي بالخربة فحُفرت فأخرج منها بعض كنزهم ثم سأله ما بقي فأبى أن يؤديه، فأمر به رسول الله الزبير بن العوام فقال: " عذبه حتى تستأصل ما عنده " فكان الزبير يقدح بالزند في صدره حتى أشرف على الهلاك، ثم دفعه رسول الله إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه) (تاريخ الطبري، ج2، ص 135).
وتبع ذلك تعذيب أم قرفة (فلما أسرها زيد بن حارثة، أمره النبي أن يقتلها، فقتلها قتلاً عنيفاً، ربط برجليها حبلين ثم ربطهما إلى بعيرين حتى شقها. فأمر النبي بالطواف برأسها في دروب وأزقة المدينة) (النص المؤسس ومجتمعه، خليل عبد الكريم،ص 174. وكذلك إمتاع الأسماع للمقريزي، الطبعة الأولي 1981، ج1، ص 210). ومنذ ذلك الوقت أصبح التعذيب في الإسلام وقطع الرؤوس وسمل الأعين، شيئاً طبيعياً لا يثير لأي تقزز في نفوس المسلمين.
وعندما قتل ابن ملجم الخليفة علي بن أبي طالب (أحضروا ابن ملجم، فاجتمع الناس، وجاءوا بالنفط والبواري، فقال محمد بن الحنفية، والحسين، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: دعونا نشتف منه، فقطع عبد الله يديه ورجليه، فلم يجزع ولم يتكلم، فكحل عينيه، فلم يجزع، وجعل يقول: إنك لتكحل عيني عمك، وجعل يقرأ: "إقرأ بسم ربك الذي خلق" حتى ختمها، وإن عينيه لتسيلان، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطع، فجزع، فقيل له في ذلك. فقال: ما ذاك بجزع، ولكني أكره أن أبقى في الدنيا فواقاً لا أذكر الله، فقطعوا لسانه، ثم أحرقوه في قوصرة، وكان أسمر حسن الوجه، أفلج، شعره مع شحمة أذنيه، وفي جبهته أثر السجود. ويروى أن علياً رضي الله عنه أمرهم أن يحرقوه بعد القتل.) (تاريخ الإسلام للذهبي، ج2، ص 197). وهؤلاء كانوا أبناء الخليفة علي، الذين رضعوا من ثدي الإسلام الذي كان لتوه قد أنجب الخلفاء الراشدين.
وعندما عزل الخليفة يزيد بن معاوية الوليد بن عقبة عن المدينة، استعمل عليها عمرو بن سعيد الأشدق، فقدمها في رمضان فدخل عليه أهل المدينة، وكان عظيم الكبر واستعمل على شرطته عمر بن الزبير لِمَا كان بينه وبين أخيه عبد الله من البغضاء. فأرسل عمر بن الزبير إلى نفر من أهل المدينة فضربهم ضرباً شديداً لهواهم في أخيه عبد الله، منهم أخوه المنذر بن الزبير، ثم جهز عمرو بن سعيد عمر بن الزبير في جيش نحو الفى رجل إلى أخيه عبد الله بن الزبير فنزل بالأبطح وأرسل إلى أخيه يقول له بر بيمين يزيد، وكان يزيد قد حلف ألا يقبل بيعته إلا أن يؤتى به في جامعة، وقال حتى أجعل في عنقك جامعة من فضة لا ترى. فأرسل إليه أخوه عبد الله جيشاً فرّق جماعته وأصحابه، ثم أقاد عمرا بكل من ضربه ومات عمر تحت السياط. (شذرات الذهب للدمشقي، ج1، ص 66). وهذا ما يحدث بين الإخوان في دين المنصور بالرعب.
فإذا كانت هذه تصرفات نبي الإسلام وأبناء خلفائه الراشدين، فأين كان العصر الذهبي للإسلام؟ هل كان في عصر الحجاج بن يوسف، أم عصر يزيد بن معاوية، أم في عصر هارون الرشيد؟ عصر الإسلام الذهبي لا يوجد إلا في مخيلة السلفيين الذين ينظرون إلى الحياة الدنيا بمنظار داكن يحجب عنهم ضوء العقل، ويزين لهم قباحات ما كان يفعله سلفهم الصالح، فيرونها بلون الزهور، ويحجب عن أنوفهم نتانة الصديد الذي يفوح من تاريخ الإسلام، خاصة العصر الذهبي المزعوم. وكل تفجيرات الإسلاميين التي نراها اليوم في العراق وأفغانستان وباكستان، لا تساوي عُشر الدماء التي أسالتها سيوف من كان قد أمره إلهه بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
خخخ

Saturday, July 9, 2011

انا عايز من ده حور العين


  حور العين
لو أنني عرضت على مسلم ملتزم أن يذهب برفقتي إلى سهرة مع فتيات وكؤوس الخمر والموسيقى لاعتبر ذلك استفزازياً، وبعد أن يقوم بإلقاء موعظة عليّ في الدين والمحرمات حتى يترقرق الدمع في عينيّ يغادرني لأنه يريد الذهاب للصلاة في المسجد ، وهو إنما يفعل ذلك راغباً في رضى الله ودخول الجنة ، أي رغبةً في سهرات أبدية مليئة بالفتيات والخمر!
أما المرأة المسلمة فوضعها أسوأ ، حيث لن تحظى بأي حور عين رجال حتى تطفيء لهيب شوقها إلذي عانته في الدنيا كلما استرقت نظرة إلى شاب مرغوب ، وهناك أقاويل في الإسلام أن المرأة التقية التي أحصنت فرجها (تعبير إسلامي سافل) في الدنيا سوف تحظى بزوجها مجدداً في الجنة! أما التي ماتت عزباء فوضعها محير ، ناهيك عن التي مصير زوجها النار فواضح أنها سوف تعاني من حالة كبت جنسي متواصل حتى في الجنة بينما تدرك الأفلام الإباحية المستمرة وآهات وتأوهات حور العين وهن يمارسن الجنس مع الرجال الأتقياء المحبين لله ورسوله ، وإذا لم تستطع احتمال هذا الوضع المتأجج فسوف يقوم الله بتزويجها بنفسه بأحد رجال الجنة الذين ماتوا عُزاباً ، بالإضافة إلى عشرات حور العين اللاتي عنده كضرائر!
الشاب المسلم الملتزم دينياً يهدر حياته في التقيد بتعاليم تتجاهل الضرورات البشرية وهو في دخيلته غير مقتنع بجدواها لكنه يخاف من النار الاسطورية التي لا تنطفيء والجلود التي تحترق وتتجدد والمشروبات التي تشوي البطون والملائكة الغلاظ الذين يضربون الأدبار ، ويطمع في الجنة الخرافية حيث الخمور والعسل أنهار تجري ونسوة كواعب أتراباً مستلقيات ومتأهبات دوماً لممارسة الجنس الفموي.  (الجماعى )
الواقع أن الإسلام يتقن اللعب على أوتار الملذات ومتع الحياة ، وقد تمكن بذلك من إغراء أتباعه الذين يعانون من الحرمان بأنه سوف ينيلهم كل ما يشتهون لاحقاً في الجنة إذا اطاعوا حماقات الله (اله الاسلام ) واتبعوا محمداً وخرافاته ، واستخدم الجنس كأحد طرق التسويق فضلاً عن طريقتي العاطفة والتقديس ، المؤلم والمضحك في نفس الوقت أن كل هذا الانقياد والالتزام الذي يسعى إليه المؤمنون المسلمون  طمعاً في إرواء شهواتهم لاحقاً سوف يسفر عن لا شيء ، وسيضيع العمر ترقباً لمكافأة مجزية لن يحصلوا عليها أبداً.
مع ذلك ، وجدلاً فقط ، نفترض أن هناك مكان بديع اسمه الجنة سوف يصله المؤمن في آخر المطاف إذا أمِن مكر الله ، فهل سوف يحصل المسلم بذلك على مبتغاه؟.
لنتخيل الوضع ، أرائك ووسادات ، أنهار من لبن وعسل وخمر، غلمان ذكور يدورون بالصحاف على أهل الجنة ، فتيات من كل لون وشكل ، وهناك أيضاً ما لم تره عين من قبل ولم يخطر على قلب بشر ، لا توجد أعمار أو أجساد تتغير وكل ما سردته هو عبارة عن روتين يومي متاح وأبدي ، ألن يصاب المسلم بالضجر؟
نفترض مجدداً أن الله سوف يزيل عامل الضجر من نفس المسلم وهو في الجنة ، فهل سيكون هو ذاته المسلم الذي كان في الدنيا؟ ، ألن يكون بعد كل هذا إنساناً ممسوخاً لا يمل ولا يرغب في التجديد والاختلاف؟ ، إنه قد يكون أي شخص آخر ولكنه ليس ذات صاحبنا المسلم الدنيوي الذي عرف نفسه طيلة عمره ، لقد أصبح شيئاً آخر مهجناً ومعداً لوسط مختلف ، أما ذاك الذي كان بشراً مسلماً مطيعاً في الدنيا فصار عدماً وإلى الأبد ، وقد نال أكبر مقلب يمكن تخيله.
يقول المفكر عبدالله القصيمي:
(أقوى الناس اشتهاء للدنيا هم من أبدعوا أقوى الأوصاف وأكثرها تعريةً وفضحاً لشهوات الآخرة، لقد جاءوا بأبذأ الأساليب في التشويق إلى اللذات المنتظرة هناك ، والذين كانوا شعراء في وصفهم لنساء الآخرة كانوا حتماً شهوانيين جداً في أشواقهم نحو نساء الدنيا ، لقد اشتهوا ما هنا فوصفوا كشعراء ما هنالك)
إن مشهد الشباب وهم يبحثون عن نعالهم خارجين من المسجد لمشهد يدعو إلى الأسى والشفقة ، إنهم بهذا يُظهرون كم هم شهوانيين ومحبين للخمور والنساء وراغبين في هذا الوضع الداعر بقوة لا تخلو من حيوانية ، بدلاً من أن يتسائلوا لماذا هذا الكبت الذي يرغمون أنفسهم عليه مع أن بإمكانهم تسريحه بعقلانية في حياتهم هذه والتي تبدو وحيدة ولن تتكرر
يمكنهم أن يعيشوا ملذات الدنيا والاستمتاع بزهرة أعمارهم بدلاً من اتباع أعرابي متخلف ذو شهوات مفرطة يغريهم بالغلمان وعشرات النسوة وأنهار الخمر ، بينما هو لم يتوانَ عن الزواج من طفلة في عامها الأول ابتدائي ودخل عليها وهي في الصف الرابع ابتدائي! ، وكدس النساء حوله تكديساً واعتبرهن أزواج له وملكات يمين حتى أن فقهاء الدجل حاروا في تحديد عددهن من الكثرة ، وشرِب النبيذ حتى الثمالة ، وأمتع نفسه إلى حدٍ مقرف .

إنني لا أطلب من المسلم أن يكون حيوانياً لهذه الدرجة ، ولا أن ينحل أخلاقياً بالضرورة ، بل فقط أن يلبي ما تشتهيه نفسه بشكلها الطبيعي قبل أن تفوته الفرصة دون رجعة ، فالحياة مليئة بما لا يمكن تلبيته في الجنة حتى لو كانت حقيقية وهي ليست كذلك ، ولو أنكَ (أو إنكِ) على سبيل المثال طلبت في الجنة زجاجتي Heineken مثلجتين في سيارة فاخرة على طريق سريعة ليلاً مع موسيقى Yanni برفقة فتاة حسنا  تعشقك لذاتك حتى الذوبان وليست مبرمجة لهذا الغرض كحور العين .. لاحتار الله (اله الاسلام )  كيف يحقق لك هذا الطلب.
الدنيا بهيجة وممتعة لأنك تقتنص فيها المتعة غير المصطنعة وتسعى إليها أو تسعى إليك عندما ترغب في ذلك بينما تمارس شؤون حياتك الأخرى بالتوازي ، أما الجنة فهي معدة خصيصاً لهذا الغرض وهذا يجعل كل متعها مزيفة ومسرفة في تحويل سكانها إلى مجرد آلات تلبي شهوات متصلة لا تشبع ولا تستقر أبد الآبدين.
فليُعد كل مسلم تفكيره قبل أن يلقي علىّ موعظة في الدين والمحرمات ثم يغادرني متوجهاً إلى المسجد ، إرضاءً لإله سوف يهيء له النساء والخمر ويجهز من أجله السهرات الحمراء مثل أي قواد محترف ، وعفواً على الكلمة ، احتراماً للقاريء وليس لله. (اله الاسلام )

Friday, July 8, 2011

اهلا رمضان


 اهلا رمضان
كم أحب هذا الشهر ، فهو أكثر شهور السنة تميزاً عندي ، وذلك لسبب بسيط:
إنه الشهر الذي يكون فيه المسلمون مدعاة للتأمل والشفقة في آن معاً أكثر من أي شهر آخر.
كيف؟
لنعرّف أولاً شهر رمضان تعريفاً مباشراً بشكل تخلو منه كتب الفقه:
شهر رمضان: هو شهر قمري يُفرض على المسلمين فيه الامتناع عن الطعام والشراب يومياً من طلوع الفجر إلى المغيب ، وتُفتح فيه أبواب الجنة الثمانية دون أن تستقبل أحداً ، وتغلق فيه أبواب جهنم السبعة دون أن يكون بداخلها أحد ، وتُصفد فيه الشياطين والمردة في سلاسل تشدها عليهم الملائكة التي تنزل لتتجول في الأرض مستمتعة بالصلوات والأدعية وتلاوة القرآن ، ثم تقوم بنقل تفاصيل ذلك إلى الله شخصياً ليتسلى في وحدته الإلهية بأن يغفر لهذا ويعتق من النار ذاك حتى نهاية الشهر ، وحينها يصدر أمر الإفراج من الله إلى السجانين ليفكوا السلاسل عن الشياطين والمردة ويفتحوا أبواب جهنم ويغلقوا أبواب الجنة بانتظار رمضان القادم... ، وهكذا تتكرر المسرحية الهزلية ذاتها سنوياً !
وقديماً قيل (الحمق هو: تكرار الشيء نفسه وتوقع نتائج مختلفة)
مع ذلك نجد مشايخ الدجل والكذب من مدعوذي الفضائيات والمنابر لازالوا يكررون ما سبق أن رددوه في بداية كل رمضان ، فيقولون:
(شهر رمضان شهر تتحد فيه قلوب المسلمين)
جميل
وكيف يمكن لهذه القلوب أن تتحد على شهر يختلف المسلمون في تحديد بدايته وتحديد ليلة القدر منه وبالتالي تحديد بداية عيد الفطر الذي يليه؟
ولا ننسى التخبط في تحديد عدد ركعات صلاة التراويح وكيفيتها ومكان أدائها الأمثل ، ناهيك عن الخلافات الكثيرة في أحكام ومبطلات الصوم ، لدرجة أن أحد المدعوذين قال مرة على مسمع مني :
( إن الفقهاء مجتمعين على أن كل ما دخل الجوف من طعام أو شراب فهو مفطر ومختلفون في كل ما عدا ذلك من فروع)
فهل هذه قلوب متحدة؟
ولو كان إله المسلمين يريد من قلوبهم أن تتحد في رمضان حقاً ، لاختار طرق أكثر دقة وتوحيداً من الفوضى المتبعة الآن ، بدلاً من أن يجعل رمضان هو أكثر الشهور اثباتاً لاختلاف قلوب المسلمين اختلافاً شديداً لا اتحادها.
ويقولون
(شهر رمضان هو شهر نزول القرآن)
وهي عبارة تبدو واضحة لأول وهلة ، لكنها غامضة وهلامية عند التمعن ، فمتى نزل القرآن في رمضان؟
هل نزل في أوله أم خلاله أم في ليلة القدر؟
أليس القرآن مكتوباً في اللوح المحفوظ منذ الأزل ، ففي أي رمضان تم نقله من هذا اللوح إلى ذهن محمد؟
حسب خرافات الإسلام.. اللوح المحفوظ موجود في السماء السابعة التي نزل منها القرآن إلى السماء الدنيا في مكان وهمي يدعى بيت العزة ومن هذا البيت بدأ جبريل في نقل أجزاء منه في كل مرة إلى النبي ليلقنه الآيات ، فأين نزول القرآن في رمضان من كل هذا؟
ثم أن القرآن نزل منجماً وعلى مراحل ووفقاً للمناسبات المختلفة وعلى مرّ سنوات النبوة المزعومة ، فما معنى نزول القرآن في رمضان إذاً؟
لا أحد يعرف بشكل محدد ، ولن نجد إلا مناورات وتفسيرات واجتهادات تزيد الغموض والحيرة أكثر مما تزيلهما ، ومع ذلك يظل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، كيف بالضبط؟،لا تسأل.
ويقولون
(شهر رمضان شهر الرحمة)
فهل هي رحمة الله بالمسلمين أم رحمة المسلمين فيما بينهم ، أم كلا الرحمتين معاً؟
أيضاً لا أحد يعرف بشكل محدد
لنفترض أنها رحمة المسلمين فيما بينهم ، أليست الرحمة موجودة بين البشر منذ الأزل وإلى الأبد؟ أياً كانت الملة والديانة وأياً كان الشهر..رمضان أوغيره؟
وإن كان المسلمون تزداد رغبتهم في الجود والإحسان في رمضان ، فإنما يفعلون ذلك طمعاً في الجنة ونمارقها ونهري اللبن والعسل الأصليين المجانيين الخاليين من المواد الحافظة بالإضافة إلى ولدانها الذين هم كاللؤلؤ المنثور فضلاً عن الجزء الأكثر إثارة في الموضوع وهو الحور العين الكواعب اللاتي لم يطمسهن إنس ولا جان ، فهم في الواقع يُحسنون ويتصدقون مستغلين مضاعفة الأجر الذي يتيحه رمضان طامعين في مضاجعة هؤلاء الحور الوهميات مضاجعة أبدية بذكر لا ينثني ولا يحتاج إلى "فياغرا" ، لا لمجرد الرحمة كما يحاولون إيهامنا..
وعلى أي حال فإن الفتات الذي يمنحه بعض أغنياء المسلمين لفقرائهم في رمضان مجرد إجراء شكلي لا يغير من الوضع شيئاً ، ويستمر الفقير فقيراً والغني غنياً في رمضان وبعده ، وهذه هي رحمة المسلمين فيما بينهم.
لنفترض أنها رحمة الله بعباده المسلمين في رمضان ، فإن هذه الرحمة لا تنعكس عملياً على أي مسلم ولا يمكن ملاحظتها إطلاقاً ، بل على العكس من ذلك ، نجد أن المسلمين يعانون في رمضان أكثر مما يعانون في غيره ، فيتجشم مصروفات ونفقات أكثر مما يفعلون في غيره ، ويعرقون ويعطشون ويجوعون ويتذمرون أكثر مما يفعلون في غيره ، والأوضاع المالية للطبقة المتوسطة بأسرها في مجتمعاتنا تهتز من فرط المأكل والمشرب لتعاني فيه أكثر من غيره.
ولا يكادون يعملون بل يتحولون إلى تنابلة يستهلكون ولا ينتجون..أكثر مما هم في غيره من الشهور.
أما النساء فحدث ولا حرج ، فربة البيت المسلمة تتحول في رمضان إلى جارية حقيقية تعمل بالسخرة ضمن مطبخها لا تستطيع منه فكاكاً حتى لو كانت تمتلك خادمة ، لتغطي واجبات المحمر والمقلي نهاراً على أكمل وجه وواجبات الشحنات الجنسية الناتجة عن ذلك في زوجها ليلاً.
وهذه هي رحمة الله بالمسلمين في رمضان.
أما إذا كان المقصود بالقول أن رمضان شهر الرحمة هو الرحمتين معاً: رحمة الله بالناس ورحمة الناس فيما بينهم ، فهذه نكتة إضافية ، سيما وأن المسلمين يصومون منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام بينما أوضاعهم تزداد سوءاً ، وإذا استثنينا الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا ذات التحول العلماني الحقيقي فإن أوضاع البقية مزري بالفعل رغم صيام أهلها المتكرر ، ويكفي أن نعلم بأن اقتصاديات هذه الدول الباقية مجتمعة لا يعادل اقتصاد دولة علمانية غربية متواضعة واحدة كأسبانيا التي لا تتمتع بأي من الرحمتين!
ويقولون
(رمضان شهر المغفرة)
أي أن الله يغفر للصائم بشكل أسرع وأكثر تساهلاً من غير الصائم ، ويكون أكثر حماساً للمغفرة في رمضان بالذات أكثر من سواه!
طيب
المشكلة أنه لا يتوفر دليل واحد يمكن أن يطمئن إليه الصائم المتبتل الذي عطش وجاع وأقام الليل طيلة شهر رمضان ويثبت له أنه من المغفور لهم في رمضان ، وعليه أن يعيش معلقاً ينتظر الموت ليعرف هل هو من هؤلاء المغفور لهم أم لا ، أي أن المسألة بالكامل رجم بالغيب ومجازفة غير مضمونة النتائج ، فإما أن يُغفر لك أيها الصائم القانت أو لا يُغفر ، أنت وحظك ، وعليك أن تعذب نفسك شهراً كاملاً سنة بعد سنة معتمداً على الأمل وحده ، منتظراً نتيجة الامتحان الذي لم يذهب إليه ولا شخص واحد بشكل مؤكد حتى الآن ، ولكن يظل رغم ذلك شهر رمضان شهر مغفرة!
ويقولون
( إن دعوة الصائم في رمضان مستجابة )
هذا القول طريف بالفعل ويضطرني إلى الضحك في كل مرة ، ويبدو أن لدى المدعوذين ما يكفي من الوقاحة ليكرروا ذلك بكل ثقة رمضان بعد رمضان ! ، وسيستمر المسلمون يدعون في رمضان معتمدين على أنه شهر مفضل لدى الله وبالتالي يشكل لهم واسطة قد تستدر عطفه عليهم فيستجيب لدعاء مسلم واحد فقط على الأقل ، وهذا لم ولا ولن يحصل ، بما في ذلك العشر الأواخر من رمضان وضمنها ليلة القدر المزعومة ، أما الأسباب فيمكن مطالعتها في مقال لي سابق بعنوان: ادعوني استجب لكم.
ويقولون
(شهر رمضان شهر تهذيب النفوس)
فُرض صيام رمضان حسب أغلب المصادر الإسلامية في السنة الثانية للهجرة ، بعد أن مرَّ بعدة مراحل من صيام ثلاثة أيام من كل شهر إلى أن أنتهى بصيام شهر رمضان بأكمله وذلك بعد خمسة عشر سنة من بداية البعثة! ، فلو كان صيام رمضان تشريع إلهي حقاً لماذا لم يفرض على حاله النهائي من أول مرة ولماذا انتظر الله كل هذه المدة حتى يفرضه مكتملاً؟!
ألم يكن من حق خديجة بنت خويلد مثلاً والتي أنفقت من أموالها على نبي الله المفضل وعاش عالة عليها حتى ماتت قبل أن يفرض صيام رمضان أن تستمتع قليلاً بشهر الرحمة والمغفرة والدعاء المستجاب؟.ربما الغرض منه تدريج الصيام ، فلماذا يحظى المسلمون الأوائل بميزة تدريج الصيام بينما كافة المسلمين الذي أتوا بعدهم لم يحظوا بشيء من هذا التدريج ، فعليهم أن يصوموا الشهر كاملاً بمجرد أن يبلغوا ، فأين العدل؟
وإذا كان رمضان شهر تهذيب للنفوس حقاً ألم تكن المرحلة المكية بأكملها مرحلة تهذيب للنفوس وإعدادها لعبادة الله العبادة الحقة؟
فلماذا لم يفرض خلالها صيام رمضان بالمرة بما أنه أيضاً تهذيب للنفوس؟ ، خاصةً وأن الصيام عبادة ذاتية ما كانت لتعرّض المسلمين الأوائل لخطر الكفار ، ولكن الله لسبب لا يعلمه أحد ترك النفوس بدون تهذيب ولم يقرر أن يبدأ في تهذيب النفوس بالصيام إلا بعد انتقال وحيه إلى يثرب!
ثم أين هو تهذيب النفوس المدعى؟
هل هي هذه النفوس التي نراها غاضبة مستنفرة على أبواب المحال وفي الأسواق وهي في حالة هياج غريزي نتيجة فقدان السوائل والهبوط الناتج عن الحرمان من طاقة الغذاء والماء..هل هذه نفوس مهذبة؟
لنلقي نظرة على المرور وحركة السير في رمضان ووجوه السائقين لندرك كم أن نفوسهم مهذبة.
لننظر إلى "الحوارات العقلانية" التي تُعقد عشوائياً تحت شمس الظهيرة بين الناس لنعرف مدى تهذيب النفوس.
لنمر على أبواب أحد المخابز المفضلة قبيل المغرب لنحس أجواء الشهر "الفضيل" ونفوس الناس ذات التهذيب "العالي".
أين هو تهذيب النفوس في رمضان لو كان ذلك صحيحاً وليس سخريةًً من عقولنا؟
ويقولون
(رمضان شهر الصيام مفروض على المسلمين قاطبة من الفجر إلى المغيب ، أي طيلة النهار)
والعجيب أن بعض سكان أقصى شمال الأرض لديهم الليل يطول نحو عشرين ساعة في الشتاء بينما لديهم النهار يطول نحو عشرين ساعة في الصيف ناهيك عن مناطق يطول فيها الليل شهوراً وكذلك النهار! ، ومع ذلك الصيام مفروض على المسلمين كافة بما في ذلك القاطنين لتلك المناطق ، ولو كان توقيت الصيام تشريع إلهي عادل حقاً لعلم الله سلفاً أن المسلمين سوف يصلون إلى سكن هذه المناطق ولوضع توقيتاً بعدد الساعات المطلوب صيامها مثلاً بشكل يتناسب مع التغيرات الحادة التي تحصل لليل والنهار وفقاً للموقع الجغرافي ، بدلاً من هذا الموقف المحرج الذي وضع الله مدعوذيه فيه فاضطروا أن يؤلفوا فتاوى مضحكة دون أن يعترفوا بأن إلههم ونبيهم عربيين بدويين جاهلين لا يعلمان شيئاً عن هذه الفروقات البعيدة في التوقيتات ولهذا لم يضعا الأمر في حسبانهما عند تشريع الصيام.
ويقولون
( رمضان شهر العبادة والاعتكاف في المساجد وفي نفس الوقت شهر الانتصارات الإسلامية ، وفيه حصلت غزوة بدر الكبرى وفتح مكة )
والأصح أن يقال عملية بدر لنهب قافلة قريش ، فهذه الغزوة لم تكن إلا محاولة تنفيذ لعملية قطع طريق بامتياز ، وعندما فشلت حصلت المواجهة بين أصحاب القافلة ومحاولي سرقتها ، وفي الواقع لا توجد أي علاقة بين الروحانيات المدعاة في رمضان واعتراض العير والسطو المسلح.
ثم..
لا أدري كيف يكون شهر رمضان شهر اعتكاف وعبادة وفي نفس الوقت شهر قطع طريق وسرقة أموال التجار غير المسلمين؟!
الصحابة كانوا يودعون بعضهم بعضاً في رمضان حتى يتفرغوا للعبادة والاعتكاف وفي نفس الوقت لم يمنعهم ذلك من غزو مكة وتنفيذ أمر النبي بقتل امرأتين وأربعة رجال ، أي تصفيتهم جسدياً ، حتى لو وُجدوا متعلقين بأستار الكعبة ، الأمر الذي تم تنفيذه خلال نفس شهر العبادة والاعتكاف وبدم بارد.
ويقولون
(شهر رمضان شهر الصحة الجسمانية )
ومعروف أن الصحة لا تسوء في أيٍ من الشهور كما تسوء في رمضان ، وأصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يحصلون على إعفاء عدم الصيام إسلامياً يدركون ما أعنيه ، حتى أن الأطباء يقعون في ارتباك عند وصف الأدوية في رمضان للموازنة بين الجرعات المطلوبة طبياً وفترة الصيام الطويلة ، وقد ثبت علمياً أن للصيام الرمضاني هذا آثاراً مدمرة على الصحة ففقدان الجسم للسوائل خصوصاً في الصيف قد يؤدي إلى إصابة الكلى بالفشل عند كبار السن ، ونقص الغذاء يؤثر على بناء الأنسجة والعضلات خصوصاً عند المراهقين ، وقس على ذلك.
ويقولون
( شهر رمضان تصفد فيه الشياطين..)
ومعروف أن وظيفة الشيطان هي حث الإنسان على ارتكاب الشرور ، وهي وظيفة يفترض أن الشيطان يقوم بها طواعية بدوام كامل على مدار الساعة وبدون مرتب بل انتظاراً لجهنم التي سوف يستقر فيها عند نهاية المطاف ، ومع ذلك فهو يقوم بوظيفته على الوجه الأمثل دون أي مقابل حالي أو مرجو!
المثير أن تصفيد الشياطين في رمضان لا يؤدي إلى تقليل الشرور فيه ، ولو كان للشياطين دوراً في انتشار الشر للمسنا نقصاً للشرور إن لم يكن انعداماً في شهر رمضان وفق الإحصائيات ، ولكن هذا غير متوفر.
ثم هل الشياطين المصفدة في رمضان هي تلك التي تغوي المسلمين فقط ، وبالتالي يتم تصفيدها حماية للصائمين ، أم تصفد حتى تلك التي توسوس لغير المسلمين؟
ماذا عن المسلمين الذين يقطنون دولاً غير إسلامية ، هل سوف تقوم الشياطين في رمضان بفرز كل شخص فإن كان مسلماً تركته وأن كان غير مسلماً وسوست إليه؟
أنا مثلاً لاديني أعيش في وسط إسلامي ، ولا أؤمن بآلهة الأديان كافة ، هل ستستمر الشياطين في الوسوسة إليّ خلال شهر رمضان أم سوف أتحصل على إعفاء التصفيد مع باقي المسلمين؟!
الواقع الإحصائي الرقمي حاد بدرجة لا ترحم، وهو يقول أن نسبة الشرور في العالم لا تتأثر بحلول شهر رمضان وتصفيد الشياطين.
فكيف تخلص المدعوذون الدجالون من هذه الورطة؟
قالوا أن النفس الأمارة بالسوء تظل تعمل خلال رمضان ، ولا تتأثر بتصفيد الشياطين بل تستمر في إغواء صاحبها وإيقاعه في الخطايا والشرور ، وهذا قول أحمق ترقيعي مردود بسرعة ، لأنه لو كانت نصف الشرور من الشياطين والنصف الآخر من النفس ، فإن الشرور يجب أن تنخفض في شهر رمضان بنسبة 50% رياضياً ومنطقياً ، وإلا ما فائدة الشياطين من الأصل وما هي وظيفتهم إذا كانت الشرور والخطايا والذنوب تظل على حالها سواء تم تصفيدهم أو أطلق سراحهم؟!
لا أطمح إلى إجابة
ويقولون:
( شهر رمضان شهر سمو النفس وتقييد الشهوات )
والحقيقة أن كافة الحضارات عرفت أن الإقلال من الطعام الحيواني خصوصاً أو الامتناع عنه يؤدي إلى سمو النفس ، ويوافق الطب على ذلك حيث أن إصلاح المستوى الغذائي ومراقبة الزمن الفاصل بين الوجبات بشكل علمي ممنهج ودقيق لأي شخص يعين الجسد على التخلص من السموم المترسبة مما ينقي الذهن.
ولكن سمو النفس المأمول هذا لا يمكن الحصول عليه إلا إذا كان الإنسان يقوم بالامتناع عن الطعام فترة معينة تحت إشراف طبي بغرض الاستشفاء ، لا أن يكون مجبراً مساقاً دون أن يختار هذا السبيل بل ليعاني من الجوع والعطش وتمتلأ نفسه بالتبرم بدلاً من السكينة!
وإذا كان الله يقصد من رمضان السمو بأنفس الناس وإبعادهم عن الشهوات فقد أثبت فشله على مر السنين فشلاً ذريعاً ، فالناس تأكل في رمضان أكثر مما يأكلون في غيره كردة فعل على الحرمان المفروض عليهم في النهار ، وهذا ينعكس على جهازهم التناسلي بالتهييج مما يجعلهم يستنفذون باقي شهواتهم في رمضان ليلاً بدلاً من الابتعاد عنها.
وبعد..
لا يظنن أحد أن كل هذا الطرح يندرج تحت أن الأخطاء ناتجة عن التطبيق لا التشريع ، فالدين الإسلامي يدعي أن هذه هي خصائص وسمات وأهداف صيام شهر رمضان ، وقد انتقدت بعض مثالب جوهر التشريع وأهدافه وآليات تطبيقه جميعاً ، وإذا كان ذلك غير متحقق على الصورة المرجوة كما تبين فإن هذا التشريع مختل بدائي جاهل بالطبيعة البشرية وغير إلهي بالتأكيد.
وأهلاً رمضان
الشهر الذي يكون فيه المسلمون مدعاة للتأمل والشفقة في آن معاً أكثر من أي شهر آخر.